الدكتور لؤي الزعبي – أستاذ الهندسة الطبية الحيوية في جامعة ماونت يونيون، الولايات المتحدة الأمريكية
تتدافع الشركات الناشئة التقنية (الهندسية الطبية) لتطوير رقائق إلكترونية تشير إلى وجود أحد ثلاثة عناصر بيولوجية مهمة في تشخيص فيروسات الكورونا ومنها كوفيد 19، وهي: أولا، تحديد وجود الحمض النووي الريبي للفيروس وهو الحمض النووي الذي يحمل إشارة الشيفرة الوراثية إلى خارج النواة ليتم تحويل الشيفرة الوراثية إلى بروتينات ذات وظيفة. ثانيا، تحديد وجود الأجسام المضادة المصنعة من قبل جهاز المناعة لتحييد وإيقاف عمل الفيروسات، و ثالثا، تحديد وجود بروتينات أو أجزاء بروتينات هيكلية محددة خاصة بجسم فيروس كورونا الخارجي تميزه عن غيره من الفيروسات تسمى مستضدات
تقوم بوخز إصبعك أو مسح/نخر أنفك لصب عينة صغيرة من السائل المستخرج على رقاقة إلكترونية مصنعة من مواد أشباه الموصلات. قم بعد ذلك بإدخال الرقاقة الإلكترونية في قارئة إلكترونية يدوية غير مكلفة (رخيصة)، وفي غضون دقيقة أو نحو ذلك تعرض شاشة القارئة الإلكترونية الصغيرة قائمة بالنتائج – النتيجة سلبية بالنسبة للفيروس التاجي الجديد كوفيد 19، ونتيجتك إيجابية بالنسبة للأجسام المضادة. مبارك عليك. النتيجة تشير إلى عدم وجدود فيروسات حية وتشير إلى وجود مضادات حيوية قادرة على مواجهة وقتل الفيروس في حال التعرض له من جديد، لديك مناعة لهذا الفيروس الخطير. إحتمالية إعطاء نتائج خاطئة منخفضة للغاية. سيتم إجازتك والسماح لك بدخول مبنى شركتك مجددا أو سيمكنك الطيران والسفر من جديد على متن طائرة. مرحى لك
هذا النوع من الإختبارات السريعة والفورية مجرد حلم الآن. معظم الإختبارات المتوفرة اليوم لمعرفة ما إذا كان الأشخاص مصابون بفيروسات كورونا (والتي منها كوفيد 19) تتم بإستخدام تقنية دقيقة تسمى علميا ب النسخ العكسي لتفاعل البوليميريز التسلسلي. تبحث هذه العملية عن سلسلة معينة من الحمض النووي الريبي في العينة – في هذه الحالة، نبحث عن تسلسل نووي ريبي فريد للفيروس التاجي (كورونا فيروس). ثم يم نسخ هذا السلسلة بشكل متكرر لمضاعفة عددها من خلال إضافة مواد كيميائية مختلفة وتغيير درجة حرارة المحلول بشكل دوري. يجدر التنويه هنا إلى أن كمية أي حمض نووي ريبي لأي فيروس أو بروتين تكون كمية متناهية في الصغر، بالتالي حتى يتم تحديد وجود هذا الحمض الريبي من عدمه يجب إيجاد وسيلة لمضاعفة كميته. هذا ما نقوم به في عملية النسخ العكسي لتفاعل البوليميريز التسلسلي. أيضا، يجب التنويه إلى أن الحمض النووي الريبي هو أفضل محدد لوجود أي فيروس أو بروتين في الخلايا الحية، لهذا السبب نسعى لتحديده عند تشخيص فيروسات كورونا بشكل عام وبالتحديد فيروس كوفيد 19. خلال عملية تكثير ومضاعفة أعداد الحمض الريبي، يتم لصق جزيء كيميائي متوهج (فلورسينت) لكل نسخة من نسخ الحمض الريبي التي تم مضاعفتها؛ عندما تتراكم نسخ حمض نووي ريبي كافية، تتوهج العينات عند تعرضها لضوء خاص، توهج العينات يمكن قياسه ويعطينا تقييم دقيق عن وجود الفيروسات وعن عددها في الجسم. تتطلب معظم هذه الإختبارات مختبرًا متخصصا بأجهزة خاصة. علاوة على ذلك، المواد الكيميائية الضرورية لهذه الإختبارات شحيحة ومكلفة ولا يوجد لها مصنعين في معظم دول العالم. ظهرت مؤخرا إختبارات أسرع تستخدم تقنيات مختلفة- تلك التي تنتج نتائج في أقل من 15 دقيقة – لكن حذاري، تعاني هذه الإختبارات الجديدة والسريعة من سلبية خطيرة وهي إعطاء نتائج سلبية كاذبة (تكون نتيجة الفحص سلبية، مما يعني عدم وجود فيروس كوفيد 19، مع أن الحقيقة تكون وجود الفيروس لكن الفحص لم يستطع كشف الفيروس). شيء خطير! ويدل على فشل في دقة الفحص
ثم هناك إختبارات تحديد وجود الأجسام المضادة المصنعة من قبل جهاز المناعة، وتسمى أيضًا اختبارات مصل الدم. يمكن لهذه الإختبارات أن تحدد هذه فقط ما إذا كان شخص ما قد أصيب بالفيروس في الماضي، وليس ما إذا كان مريضًا حاليًا. يتم من خلال هذه الفحوصات تحديد في ما إذا كان الجهاز المناعي للمريض قد بدأ في تكوين أجسام مضادة ضد فيروس معين لمواجهته وإيقاف عمله من خلال إستخدام الدم المسحوب بالطرق الطبية أو من خلال إستخدام عينة صغيرة من الدم من وخز الإصبع. ترتبط الأجسام المضادة في الموجودة في عينة الدم المسحوبة أو المستخرجة ببروتين مضمن/مزروع في/على شريط إختبار أثناء مرور ودفع عينة الدم على طول شريط الإختبار. يجدر التنويه هنا إلى أن البروتين المزروع على شريط الإختبار هو بروتين خاص بفيروس الكورونا المراد تحديد وجود مضادات حيوية ضده. عند وجود المضادات الحيوية يحدث تغيير في لون شريط الإختبار بسبب إرتباط المضادات الحيوية من عينة الدم بالبروتين المزروع على شريط الإختبار. تعمل هذه الإختبارات بطريقة مشابهة لعصا إختبار الحمل المتوفرة تجاريا في الصيدليات. تم إبتكار وتقديم أكثر من 100 إختبار للأجسام المضادة لفيروسات الكورونا (ومن ضمنها كوفيد 19)، لكن دقتها تختلف من إختبار لإختبار ومن مصنع لمصنع
ثالث أنواع الفحوصات هو فحص المستضدات (انتيجنز). للتذكير، المستضد هو بروتين أو جزء من بروتين يتواجد على سطح الفيروس أو الخلية يكون محدد ومميز لهذا الفيروس أو لهذه الخلية. يجدر التنويه إلى أن كل فيروس لديه مستضدات خاصة لا توجد في أي فيروس اخر وكذلك الحال بالنسبة للخلايا. علميا، نحدد الفيروسات والخلايا ونميزها عن بعضها البعض من خلال شكلها وما تفرزه ومن خلال المستضدات الموجودة على سطحها. تبحث إختبارات تحديد المستضدات الحديثة المستخدمة في تحديد الفيروسات النشيطة والخطيرة عن شظايا أو أجزاء بروتين التاج (البروتينات البارزة من جسم الفيروس الكروي والتي تعطيها شكل التاج والتي تلتصق بالخلايا التي تنوي مهاجمتها) المميز للفيروس التاجي في عينة من مسحة أنفية. تستخدم هذه الإختبارت لتحديد الإصابة بالفيروس. هذه الإختبارت أقل حساسية للفيروس وأقل دقة من إختبارات تحديد الحمض النووي الريبي ولكنها تعطي نتائج أسرع بكثير. يجدر الإشارة إلى أن إدارة الغذاء والدواء في الولايات المتحدة الأمريكة قد بدأت للتو الموافقة على هذه الإختبارات – في شهر أيار
كل هذه الاختبارات المذكورة لها إيجابياتها و لديها أيضا سلبيات خطيرة يمكن أن تكون مميتة في تشخيص الإصابة في فيروسات كورونا وبالأخص فيروس كوفيد 19. إذن، ما هو المطلوب لإيجاد وإبتكار فحص تشخيصي سريع ودقيق ومنخفض التكلفة للمساعدة في مجابهة جائحة فيروس كورونا المستجد؟
سحر رقائق الإستشعار الإلكتروني البيولوجي – المجسات الإلكترونية الحيوية
الجواب لما هو مطلوب، حسب ما تقول جيسيكا غوميز الرئيس التنفيذي وأحد مؤسسي شركة روج-فالي-مايكرو-ديفايسز، قد يكون في رقائق أجهزة الإستشعار والتحسس الحيوي الإلكترونية. يجدر الإشارة هنا إلى أن شركة هذه هي عبارة عن مصنع رقائق طبقية (على شكل طبقات) متخصص في تصنيع الأنظمة الكهروميكانيكية الدقيقة (ميمز) وأجهزة الإستشعار الحيوي/الطبي والمجسات الإلكترونية. وتقول جيسيكا بأن الشركة تعمل مع العديد من الشركات الناشئة التي تتسابق لإنتاج أجهزة إستشعار حيوي/طبي إلكترونية لإستخدامها في إختبارات تشخيص الفيروسات التاجية (فيروسات كورونا) والتي منها كوفيد 19
تتحدث إثنتان من هذه الشركات وهما – كارديا-بيو وهيميكس – علنًا عن عملهما ونتائجهما في هذا مجال تصميم وتطوير رقائق الإستشعار والتحسس الحيوي الإلكترونية. الرقائق التي يتم تطويرها في هاتين الشركتين لديها العديد من أوجه التشابه مع بعض الإختلافات البسيطة
تعتمد المستشعرات (المجسات) الحيوية الإلكترونية المستخدمة للكشف عن وجود الحمض النووي الريبيللفيروسات أو المستخدمة للكشف عن الأجسام المضادة أو المستخدمة للكشف عن المستضدات الموجودة على سطح الفيروس، جميعها، على دوائر كهربائية مصنعة من مواد أشباه الموصلات المغلفة في مادة بيولوجية خاصة (بكل فيروس) تكون قادرة على جذب و ربط المواد الحيوية الخاصة بالفيروس ذات الأهمية في عينة مجهزة على شكل محلول سائل. عندما يحدث الترابط ما بين المواد الحيوية المزروعة على سطح الدوائر الكهربائية من جهة والمواد الحيوية الموجودة في العينة السائلة يتغير تدفق الإلكترونات عبر الدائرة الكهربائية بشكل ملحوظ. تحاكي طريقة العمل هذه إلى حد كبير عمل الترانزستورات الكهربائية التقليدية والتي تتكون من مصدر للطاقة (بطارية) و مسار إستنزاف (درين) وبوابة (جيت) بينهما. ولكن في المستشعرات الحيوية، يتم التحكم في البوابة (جيت) من خلال ترابط الجزيئات الحيوية بدلاً من إشارة الجهد الكهربائي من مصدر الطاقة، وهنا يصبح لدينا ما يسم ب – بيو-فت
لا تتطلب أجهزة الاستشعار البيولوجي الإلكترونية مضاعفة (زيادة كمية) أي مادة لتوليد إشارة من أجل تحديد وجودها من عدمه (كما هو الحال في تحديد الحمض النووي الريبي)، ولا تحتاج العينة البيولوجية أن تمر عبر خطوات معالجة مخبرية متعددة. وهذا يعني أن الاختبارات يمكن أن تكون سريعة للغاية، حيث يمكن الحصول على النتائج في أقل من 60 ثانية. ولأن الرقاقة يمكن أن تحتوي على دوائر كهربائية متعددة، فيمكن عمل أنواع مختلفة من الإختبارات بنفس اللحظة ( الحمض النووي الريبي للفيروس، والأجسام المضادة، والمستضدات) على نفس الشريحة – الشرط الوحيد هو أن يتم تحديد المواد البيولوجية الخاصة بكل فحص لزراعتها (طباعتها) على الرقائق الكهربائية والقادرة على الإرتباط بالمواد الحيوية الخاصة بالفيروس المراد تحديد وجوده من عدمه. تعمل المواد البيولوجية المختلفة المزروعة على الرقائق ككاشفات حيوية والتي بدورها تقوم بعمل إختبارات مختلفة. يسمح ذلك للنظام (الرقائق الإلكترونية والمواد المزروعة على سطحها) بالصيد بحثًا عن مجموعة متنوعة من أجزاء الحمض النووي الريبي والأجسام المضادة والمستضدات الخاصة بالفيروس. ليس فقط الجزيئات الحيوية المعروفة أو الأكثر إحتمالًا بل مجموعة واسعة محتملة. يمكن لمثل هذا النهج أن يقلل من النتائج الخاطئة ويوفر معلومات إضافية مفيدة حول صحة المريض، يمكننا هذا النظام من فحص إمكانية وجود فيروسات الإنفلونزا التقليدية والفيروس التاجي الجديد (كوفيد 19) في نفس الوقت
تعتمد أجهزة الاستشعار الحيوية قيد التطوير من قبل – كارديا-بيو وهيميكس – على الجرافين والأنابيب النانوية الكربونية، والتي تستخدم في كلتا الحالتين كمواد رئيسية في تصنيع أشباه الموصلات المستخدمة من قبل هاتين الشركتين. على عكس السيليكون، لا تتحلل ولا تتفكك هذه المواد عندما تتلامس مع سائل بيولوجي أو سائل كيميائي. وأيضا، لدى هذه المواد (الجرافين والأنابيب النانوية الكربونية) ميزة السرعة الكبيرة مقارنة مع أشباه الموصلات المصنعة من مادة السيلكون، وهو أمر جيد في حالة كون الإشارة المتغيرة صغيرة جدًا كما هو الحال مع المواد الحيوية البيولوجية
شركة كارديا-بيو و رقاقتها الإلكترونية القادرة على إستخدام تقنية كريسبر الخاصة بتعديل الأحماض النووية الحيوية
بالنسبة للكشف عن الحمض النووي الريبي، فإن النظام الذي تستخدمه شركة كارديا-بيو يعتمد على إستخدام جزيئات بيولوجية منتجة بتقنية كريسبر ككاشف بيولوجي. تعتمد تقنية كريسبر على عمل تعديلات على الجينوم (الشيفرة الوراثية) حيث تمكن هذه التقنية العلماء من إجراء تعديلات على الحمض النووي المحفوظ داخل النواة (سأقوم بكتابة مقال اخر لاحقا يوضح هذه التقنية وأهمية الهندسة الطبية الحيوية في تطويع وتطبيقات هذه التقنية). يقول الرئيس التنفيذي لشركة كارديا-بيو مايكل هيلتزن بأن الشركة تعمل منذ عام 2013 على بناء “منصة أم” تحمل رقائق إستشعار حيوي قابلة للبرمجة (عن طريق الحاسوب) تسمح بإكتشاف أجزاء الحمض النووي ، و سلاسل الحمض النووي الريبي، والبروتينات أو أجزاء منها، ومجموعة من الجزيئات الحيوية النشطة الأخرى. يقول هيلتزن، في يناير من عام 2019، أصبحت كارديا-بيو مستعدة للعمل مع الشركاء التجاريين لتطوير مجموعة المنتجات الأولى المبنية على منصتها الأم. يجدر الإشارة هنا إلى أن فريق البحث والتطوير في الشركة وبالتعاون مع باحثين أكاديميين قد قاموا بنشر ورقة علمية حول التكنولوجيا المطورة من قبلهم وفتحت الشركة أبوابها للأعمال
يقول هيلتزن إنه بحلول نهاية عام 2019، أبدت 88 شركة تجارية طبية وصناعية إهتماما بالتقنية المطورة وبشركة كارديا-بيو. مع أن معظمها المنتجات لا تزال في مرحلة التصميم والتطوير، فقد أعلنت إحدى الشركات- كوبو-تكنولوجيز – علنًا أنها ستستخدم منصة كارديا-بيو في نظام لمراقبة الجودة في هندسة الجينوم لتطوير الأدوية الصيدلانية
ثم، وبطبيعة الحال، أثارت جائحة الفيروس التاجي المستجد (كوفيد 19) إنتباه العالم. يقول هيلتزن، “اتصل بنا الكثير من الناس والمسؤولين والشركات ومقدمي الخدمات الطبية للسؤال عما إذا كان بإمكانهم إستخدام تقنيتنا لإكتشاف الفيروس التاجي المستجد (كوفيد 19) دون الحاجة لخطوة تكثير وتضخيم كمية الحمض النووي الريبي من خلال إستخدام تقنية كريسبر.” في حين كانت شركة كارديا-بيو تنوي توفير منصة أم (منصة عامة) للتطبيقات التي يقوم بتطويرها آخرون، أشار هيلتزن إلى أنه مع رغبة العديد من الشركات في بناء مستشعرات الفيروسات التاجية (فيروسات كورونا)، قررت كارديا-بيو تطوير إختبارات للكشف عن الحمض النووي الريبي الخاص بفيروس كوفيد 2 (فيروس سارس) والأجسام المضادة والجزيئات الحيوية ذات الصلة، بنفسها. يقول: من خلال عملنا في مختبرات الشركة، سنتمكن من توزيعها على العديد من الشركاء وإخراجها بشكل أسرع
يقول هيلتزن: “لو سألتني قبل ستة أشهر ، كنت سأقول أننا لن نلمس أي شيء يتعلق بالتشخيص الطبي البشري لبضع سنوات كنا فقط نريد أن نركز على كوننا نصنع منصة أم (عامة) وعلى تشغيل خطوط إنتاج هذه المنصة للباحثين، لأننا كنا لا نريد الدخول في التعقيدات التنظيمية المتعلقة بتصميم وتطوير المنتجات الهندسية الطبية. ولكن الآن ، كل شيء إنقلب رأساً على عقب.” أي أصبحت الشركة وفريق عملها في خضم عملية تصميم وتطوير المنتجات الهندسية الطبية
تعمل شركة كارديا-بيو على تطوير إختبار كريسبر بإستخدام منصتهم الأم (المنصة العامة) منذ عدة أشهر. يجدر التنويه إلى أنه بدأ العمل على إختبارات الأجسام المضادة والمستضدات الخاصة بفيروسات كورونا في الآونة الأخيرة
يقول هيلتزن: “إن الاختبارات تجري بشكل جيد”، لكنها “لا تزال قيد التحسين. أكبر عائق في الوقت الحالي هو التوسع من الإنتاج الإعتيادي (عشرات الآلاف من الرقائق الكهربائية في الشهر) إلى الإنتاج الضخم (عشرات الملايين، ومع الوقت ، مئات الملايين من الرقائق الإلكترونية في الشهر). وقال هيلتزن أن الشركة تجري مفاوضات مع الشركات الكبيرة والمستثمرين والمنظمات الحكومية للحصول على الدعم المالي وغيره أنواع الدعم التقني والتشغيلي والصناعي.
إستخدام البروتينات الجافة هي الميزة الخاصة بحلول ومنتجات شركة هيميكس
الميزة الخاصة بشركة هيميكس هي قدرتها على الحفاظ على المواد البيولوجية جافة (على شكل مادة جافة). تأسست الشركة وأطلقت في العام 2007 لتطوير تقنية لتجفيف منتجات الدم من خلال إستخدام مادة حافظة تحتوي على سكريات مختلفة تمكن هذه المواد الحيوية بالبقاء متماسكة ومحافظة على هيئتها الخارجية وقابلة للحياة بعدما يتم التجفيف. في العام 2015 ، بدأت هيميكس في تطبيق تقنيتها في الحفظ على أنواع أخرى من البروتينات، بما في ذلك الأجسام المضادة وأجزاء الحمض النووي ، و سلاسل الحمض النووي الريبي، لإستخدامها في رقائق الإستشعار الحيوية الإلكترونية
يوضح “جون واردن”، الرئيس التنفيذي لشركة هيميكس، بأن المواد البيولوجية المجففة يمكن إستخدامها وتتكامل بسهولة أكبر في رقائق وأجهزة وحلول الإستشعار البيولوجي الإلكترونية مقارنة مع المواد البيولوجية الرطبة التقليدية (المستخدمة حاليا). علاوة على ذلك، تبقى هذه المواد البيولوجية المجففة مستقرة لفترات زمنية أطول. ويقول: “إن مزيج البروتين الجاف الخاص بنا يتم تجليسه (وضعه) فوق أشباه الموصلات في إنتظار عينة الدم أو السائل الحيوي الرطب قيد الفحص”. وقال أيضا: إذا كنا حقا نريد خلق وتسهيل تكامل (تزاوج) علم الأحياء مع الإلكترونيات، فإن الحفظ الجاف للمواد الحيوية هو مفتاح هذا الزواج والتكامل، خصوصا أنه [يمكنك] الحفاظ على إستقرار الرقائق في درجة حرارة المحيط/الغرفة – دون الحاجة للتبريد للحفاظ على المواد الحيوية من التفكك والتحلل
من خلال استثمار من إنوفا، وهي شبكة من المستشفيات في جنوب شرق الولايات المتحدة ، أصبحت هيميكس تهدف مؤخرًا إلى إستخدام تقنيتها لأجهزة الإستشعار البيولوجي الخاصة بالكشف عن العدوى المكتسبة من المستشفى من خلال إجراء العديد من التجارب الأولية المحدودة
ثم حدثت جائحة الفيروس التاجي المستجد كوفيد 19، يقول “جون واردن”: لقد قلبنا التوجه والرقاقة. كنا نضع أجسامًا مضادة على الشريحة بحثًا عن البروتينات، والآن نضع البروتينات على الشريحة ونبحث عن الأجسام المضادة
وقال واردن بأن نسخة الشريحة قيد التطوير الآن ستحتوي على 32 دائرة إستشعار مختلفة (قادرة على تحديد وجود 32 جزيء حيوي مختلف). ويقول: “نعتقد أننا على بعد خمسة أو ستة أسابيع من إكمال تصميمنا النهائي”. يقول واردن بأنه يمكن إستخدام تقنيتهم لإختبار الفيروس التاجي أو الأجسام المضادة له، أو – في حالة عينة اللعاب – يمكن إختبار الإثنين (وجود الفيروس ووجود المضاد الحيوي) في نفس الوقت
خاتمة
إن الحصول على أي نوع من رقائق المستشعرات االحيوية لإلكترونية لفيروس كورونا التاجي المستجد وتقديمه للأسواق المحلية والإقليمية والعالمية سيحتاج الكثير من المال. يجب فحص الإختبار مع العديد من المرضى ومقارنة نتائج هذه التقنية الحديثة مع نتائج التقنيات المتوفر حاليا (التقليدية)، ويجب فحص وتقييم أي إختبار والموافقة عليه من قبل إدارة الغذاء والدواء الأمريكية للإستخدام الطارئ المستعجل؛ عندها فقط سيتم زيادة القدرة التصنيعية
جمعت شركة كارديا-بيو عشرة ملايين دولار أمريكي لتطوير التقنية الخاصة بها أكثر، والشركة الان في منتصف جولة وحملة تمويل جديدة. حسب المدير التنفيذي للشركة هيلتزن فيمكن أن يكون المستشعر الإلكتروني البيولوجي للشركة الخاص بفيروس كورونا التاجي المستجد (كوفيد 19) جاهزًا للإنتاج التجاري بحلول الربع الرابع من عام 2020 ، ولكن تحقيق قدرة الإنتاج التجاري الضخم على نطاق عالمي يتطلب في الواقع ضخ رأس المال من الحكومات أو من المستثمرين الكبار وشركات التمويل العملاقة
جمعت شركة هيميكس بدورها 2.5 مليون دولار من الشركة الإستثمارية العالمية – (شركاء أ-إم-في-أي) وتأمل هيميكس في الحصول على 3 ملايين دولار إضافية من نفس شركة الإستثمار. وتعتقد شركة هيميكس أيضا أنه يمكن أن يكون لديها أجهزة إستشعار إلكترونية حيوية لإختبار الفيروسات التاجية (فيروسات كورونا) في السوق بحلول نهاية عام 2020
بدأت شركة روج-فالي-مايكرو-ديفايسز بالفعل بتصنيع رقائق الإستشعار الحيوي الإلكترونية لكل من كارديا-بيو و هيميكس . يقول جوميز إن الحفاظ على الكيمياء السطحية للأجهزة أمر بالغ الأهمية (الحفاظ على إستقرار المواد الكيميائة المزروعة على أسطح المجسات)، وتعمل الشركة على تطوير عملية تصنيع للتأكد من ذلك، وستعمل الشركة على نقل عملية التصنيع هذه إلى- وتوفيرها للشركات المصنعة الأخرى حول العالم لزيادة القدرات التصنيعية بسرعة إذا لزم الأمر
يقول غوميز: “يجب أن تكون هناك سلسلة توريد قوية للغاية لضمان حصول مقدمي الرعاية الصحية على ما يكفي من الأدوات التي يحتاجونها في هذا المجال”. وقال: نحن متحمسون حقًا لأجهزة الإستشعار الإلكترونية الحيوية قيد التطوير ومتحمسون من إمكانية تقديم العديد من الخيارات والحلول الدقيقة لإختبارات وفحوص الفيروسات التاجية (فيروسات كورونا) قدر الإمكان
المراجع
https://spectrum.ieee.org/view-from-the-valley/biomedical/diagnostics/biosensors-key-mass-coronavirus-testing
إفصاحات
لا يوجد لكاتب المقال (الدكتور لؤي الزعبي) أي مصالح مالية مع الأشخاص المذكورين في المقال، ولا مصالح مالية مع أي من الشركات المذكورة. أيضا لم يتم تعويض كاتب المقال أو الدفع المالي له لقاء كتابة هذا المقال. هذا المقال جهد شخصي لكاتب المقال لنشر الوعي والمعرفة العلمية ولإثراء المحتوى العربي الهادف والمفيد على الإنترنت