في بدايات وأواسط القرن ال ٢٠، كانت الجامعات تخدم عملائها المفترضين من مصانع ومعامل وأرباب عمل من خلال تدريب وتأهيل مهندسات ومهندسين للعمل في المصانع والمعامل ولدى أرباب العمل. الأتمتة قامت بتغيير المعادلة بشكل جذري. العملاء الواجب خدمتهم اليوم من قبل الجامعات هم الطالبات والطلبة
لم يعد هناك مصانع ومعامل وأرباب عمل بحاجة لعدد كبير من المهندسات والمهندسين بسبب أتمتة عمليات الإنتاج والتوزيع وحتى الصيانة والمبيعات. ولكن نحن اليوم بحاجة إلى أكبر عدد ممكن من المهندسات الرياديات المبدعات والمهندسين الرياديين المبدعين. هم هدف التعليم الجامعي وهم زبائن الجامعات
التدريس الهندسي في الجامعات بحاجة إلى تطوير في الرؤية. يجب خلق برامج تدريسية مرنة حسب إهتمامات الطلبة وتوجهاتهم وميولهم. الطلبة هم من يقرر ماذا يريدون أن يدرسوا لأنهم هم العملاء المفترضين للمراكز الأكاديمية في القرن ال ٢٠. على الجامعات أن توفر أكبر قدر متنوع من المساقات للطلبة
الجامعة أو المؤسسة الأكاديمية في القرن ال ٢٠ يجب أن تكون شاملة بمعنى أنها يجب أن تضم الكليات العلمية والأدبية والفنية. يجب طرح أكبر عدد من المساقات المرغوبة من الطلبة. يجب أن يستطيع طلبة الهندسة من أخذ مساقات في الفنون أو الأدب أو الإقتصاد حسب رغباتهم هم فقط وضمن خطتهم الدراسية
الإبداع والريادة يأتيان من إستغلال مهارات أو إهتمامات مختلفة تظهر وكأنها غير مترابطة. ولكن المبدعين والرياديين هم من يستطيعون ربط وإستغلال هذه المهارات المختلفة لتطوير منتج أو حل مبتكر. وظيفة الجامعات تنمية مهارات الطلبة من خلال طرح مواد متنوعة وترك الطلبة/الطالبات يقومون بالباقي
أدعو أن تشمل الخطط الدراسية لتخصص الهندسة الطبية الحيوية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا على مادة حرة من الفنون الجميلة/التشكيلية ومادة حرة من علم النفس ومادة حرة من التاريخ والإنسانيات ومادة حرة من علم الإجتماع وتحسب جميعها ضمن خطة الهندسة الطبية الحيوية كمواد أصيلة. إبداع
يجب على الجامعات والمؤسسات الأكاديمية إدراك حقيقة أن الطلبة هم العملاء المفترضين في القرن ال ٢٠، وعليه يجب تقديم خدمات أكاديمية لهم تنمي وتصقل إهتمامات الطلبة على تنوعها لأن الإبداع والريادة تأتي من التنوع. تنمية التنوع تكمن في خطط دراسية هندسية مرنة وتضمن أخذ مساقات متنوعة
الدكتور لؤي الزعبي – أستاذ الهندسة الطبية الحيوية